خصائص الاتباعية في الشعر العربي الحديث
زمنها: تمتد الاتباعية في الشعر العربي بين أواخر القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين.
- واقترنت بمرحلة من ( التذمر الاجتماعي والتململ السياسي واستيقاظ الشعور القومي).
آثارها: أعادت الاتباعية الصفاء للغة العربية , فواجهت التتريك , وخلصت اللغة العربية من قيود عصر الانحدار, وواجهت الدعوات المشبوهة لاستبدال العامية بالفصحى, وأكدت على حيوية اللغة الفصحى وتجددها.
البارودي
رائدها: هو ( محمود سامي البارودي):
- رأى الشعر في زمنه جثة هامدة مكبلة بالقيود فتركه.
- اتجه إلى أفضل النماذج في الشعر العباسي, فراح يقلدها محافظاً على وحدة القافية والبحر والبيت.
- تعددت موضوعاته في القصيدة الواحدة, وبدأها أحياناً بالنسيب.
- قلد القدماء في معانيهم وصورهم وألفاظهم.
- كانت قصائده جزلة الألفاظ رصينة الأسلوب فأعاد للشعر قوته وحيويته.
- سار خلفه مجموعة من الشعراء مثل ( شوقي وحافظ والرصافي والزركلي... وغيرهم ).
*
وجه الشبه بين الاتباعيتين العربية والغربية هو ( محاكاة القدامى )
*
فالاتباعيون العرب اتجهوا نحوالشعراء العباسيين ونسجوا على منوالهم فقدموا مايسمى لنا بــ ( المعارضات ).
- المعارضات : هي شكل من أشكال محاكاة القدامى:
- فالبارودي عارض عنترة والنابغة والمتنبي وغيرهم.
- مثال : قال المتنبي:
أود من الأيام ما لا تودّه وأشكو إليها بيننا وهي جنده
- فعارضه البارودي قائلاً :
رضيت من الدنيا بما لاأودّه وأي امرئ يقوى على الدهر زنده.
- وعارض أحمد شوقي سينية البحتري في وصف إيوان كسرى بقصيدته:
وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي
أحمد شوقي
- ورغم محاكاة القدامى فقد كان الأدباء يعودون إلى أنفسهم ليعبروا عن تجاربهم الخاصة وعن ارتباطهم بقضاياوطنهم الاجتماعية والقومية. فقد كانت معارضات شوقي للأقدمين جسراً إلى موضوعات جديدة, ففي معارضته لأبي البقاء الرندي يظهر الانتماء القومي عنده في قوله:
قم ناج جلق وانشد رسم من بانوا مشت على الرسم أحداث وأزمان
بنوأمية للأنبــــــــــــــاء مافتحوا وللأحاديث ماســـــادوا وما دانوا
- والأدب الاتباعي أدب إصلاحي – موقفه وسطي بين القديم والحديث, بين الشعب والنظام.فهو يسعى للمصالحة وليس للثورة. ورؤية أدبائه إصلاحية فهو يتوجه للشعب ويطلب منه أن يجد حلاًّ لمشكلاته:
- مثال:حافظ إبراهيم : يقف من الحجاب موقفاً وسطياً فلا يدعو للسفور ولا يدعو للحجاب كم يقول:
أنا لاأقول دعوا النساء سوافراً بين الرجال يجلن في الأســـواق
كلا ولا أدعوكم أن تســــــرفوا في الحجب والتضييق والإرهاق
فتوسطوا في الحالتين وأنصفوا فالشــــــــرّ في التقييد والإطلاق
حافظ إبراهيم
وأحمد شوقي يطلب من العمال أن يعملوا بجد أما حقوقهم فليطلبوها برفق, كما يقول:
أيها العمّــــــال أفنوا العمر كدّاً واكتسابا
اطلبوا الحق برفقٍ واجعلوا الواجب دابا